الجامعة العربية تدين الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للصحفيين الفلسطينيين

في يوم الإعلام العربي

الجامعة العربية تدين الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للصحفيين الفلسطينيين
تشييع جثمان أحد الصحفيين في غزة- أرشيف

أحيت جامعة الدول العربية، اليوم الاثنين، "يوم الإعلام العربي" في ظل ما وصفه مسؤولون بـ"الكارثة المهنية والإنسانية" التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون، خصوصاً في قطاع غزة، حيث تتوالى الشهادات والتقارير الحقوقية التي تؤكد استهداف الإعلاميين بشكل مباشر ومتعمد من قبل الجيش الإسرائيلي، دون أي تحرك فعلي من المؤسسات الدولية المعنية بحمايتهم.

ودقّ السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، ناقوس الخطر، محذراً من أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب ممنهجة ضد الإعلاميين، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأكد السفير خطابي أن عدد الشهداء من الصحفيين الفلسطينيين بلغ 210 منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، بينهم فلسطينيون وعرب وأجانب، في سابقة هي الأخطر بتاريخ الحروب الحديثة، بحسب قوله.

وشدد السفير خطابي، خلال كلمته الرسمية في الذكرى السنوية، على أن ما يجري لا يندرج تحت بند "الانتهاكات الفردية"، بل يرقى إلى سياسة استهداف ممنهج للرواية الفلسطينية، هدفها إخفاء الجرائم تحت أنقاض المكاتب الإعلامية والاستوديوهات، وتصفية كل من يحاول نقل الحقيقة. 

وأضاف: "هذه ليست أرقاماً.. هذه أسماء لجنود الحقيقة الذين قرر الاحتلال إعدامهم لأنهم نقلوا للعالم مشهد المجازر".

توثيق الجرائم بالأرقام

وأوردت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ"أدلة دامغة"، نقلاً عن تقارير رسمية من الأمم المتحدة ومنظمات دولية، منها "مراسلون بلا حدود" و"العفو الدولية"، تشير إلى أن 92% من الصحفيين الذين قُتلوا في غزة استُهدفوا بشكل متعمد، بينما رُصد اعتقال 45 صحفياً، منهم 12 امرأة، وتدمير 50 مؤسسة إعلامية، إضافة إلى سرقة 300 كاميرا ومعدات بث، بحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

وأكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن إسرائيل تستخدم "الاعتقال الإداري" لسجن الإعلاميين دون تهم أو محاكمة، بينما توصل تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى إلى أن 78% من المعتقلين تعرضوا لتعذيب نفسي وجسدي، بما في ذلك الحرمان من النوم والاحتجاز الانفرادي.

وكشفت "منظمة أطباء لحقوق الإنسان" أن 70% من جثامين الصحفيين وصلت مصابة بطلقات في الرأس أو الصدر، في دلالة واضحة على استهدافهم عبر القنص، بينما أفادت اليونسكو بأن 50 مبنى إعلامياً دُمر بالكامل دون اتخاذ إجراءات عملية رغم إدانتها المتكررة.

الدفاع عن الشعب الفلسطيني 

وأشاد السفير خطابي بـ"بطولة" الصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون نقل الحقيقة رغم القصف والتضييق، مؤكداً أن الإعلام بات خط الدفاع الأول عن صمود الشعب الفلسطيني، داعيا المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية لدعم الرواية الفلسطينية وكشف زيف الرواية الإسرائيلية.

وأعلن أن شعار جائزة التميز الإعلامي لهذا العام سيكون "الشباب والإعلام الجديد"، داعياً صناع المحتوى للمشاركة بتوثيق جرائم الاحتلال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن 500 مؤسسة إعلامية عالمية وقعت عريضة تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب استهداف الصحفيين.

واختتم السفير خطابي كلمته بدعوة صريحة إلى إصلاح الآليات الدولية لحماية الصحفيين، ومراجعة اتفاقيات جنيف وقرارات اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان، محذراً من أن الصمت الدولي "شراكة في الجريمة"، وأن المطلوب الآن ليس مزيداً من الإدانة، بل تحرك رادع وفوري قبل أن تُمحى الحقيقة ومعها من يسعون إلى نقلها.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية